News

كلمة وكيل الامين العام للأمم المتحدة في يوم المدن العالمي

31 Oct 2021


 

أولاً، أود أن أعرب عن سعادتي الشديدة لعقد اليوم العالمي للمدن في الأقصر بمصر هذا العام. الأقصر هي أول احتفال عالمي ننظمه في المنطقة، وأعتقد أن موضوع هذا العام، وهو تكيف المدن مع المرونة المناخية، يرتبط ارتباطاً مباشراً بالأقصر. الأقصر هي موطن لوادي الملوك ووادي الملكات والعديد من المواقع التاريخية الأخرى التي تعود لآلاف السنين
ومع ذلك، تساهم الأقصر، كأي مدينة أخرى، في انبعاثات الكربون. وإذا استمرت مدننا في الأداء باستخدام نفس الممارسات، فإن تغير المناخ سيدمر قدرة مدننا على البقاء بما في ذلك مدينة ثمينة جدا مثل الأقصر. ولهذا السبب يجب أن نلتقي فورا وأن نعمل صوب مدن خالية من الانبعاثات، ونحو تحقيق الأهداف المحددة في اتفاق باريس.
يتعين عليّ أن أثني على الحكومة المصرية لتنفيذها العديد من البرامج والمشاريع التي من شأنها أن تساعدنا في التعامل مع قضية تغير المناخ. مصر مهمة جدا، إنها لاعب قوي وكبير جدا، والتغيير في مصر سيتردد صداه عالميا. ولابد أن تكون مشاريع مثل حديقة بنبان للطاقة الشمسية في أسوان، والتي تعد واحدة من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم، مصدراً للفخر الوطني. ويخفض المشروع انبعاثات الكربون بمليوني طن سنويا. كما شرعت مصر منذ عام 2014 في برنامج قوي لإصلاح دعم الطاقة، وكان ذلك حاسماً في الحد من الاستهلاك المسرف وفي تعزيز جدوى الطاقة المتجددة
ومع ذلك، تساهم الأقصر، كأي مدينة أخرى، في انبعاثات الكربون. وإذا استمرت مدننا في الأداء باستخدام نفس الممارسات، فإن تغير المناخ سيدمر قدرة مدننا على البقاء بما في ذلك مدينة ثمينة جدا مثل الأقصر. ولهذا السبب يجب أن نلتقي فورا وأن نعمل صوب مدن خالية من الانبعاثات، ونحو تحقيق الأهداف المحددة في اتفاق باريس.
ومع ذلك، ما زلنا بحاجة إلى مواصلة بذل المزيد من الجهود. لقد حان الوقت لإلقاء نظرة فاحصة على المدن المصرية، لأن أكثر من 70% من الانبعاثات على مستوى العالم تأتي من المناطق الحضرية. مع توسع عدد سكان مصر وانتقال المزيد والمزيد من الناس إلى المدن، يجب أن يتم التوسع في هذه المدن بطريقة متضافرة تركز على الاستدامة. فمن الأهمية بمكان أن نعيد التفكير في الطريقة التي نصمم بها مدننا ونديرها ونخططها، لتمكينها من الأداء بطريقة تساهم في تحقيق هدف العالم الخالي من الكربون. ومع أن 23% من الانبعاثات العالمية تأتي من وسائل النقل، فأنا أعتقد أن مصر تسير على المسار الصحيح بطرق عديدة. وهي تقوم ببناء سكة حديدية كهربائية، وتوسيع شبكة المترو الحالية، ونشر وسائل أكثر كفاءة للنقل الجماعي -وهو ما يفخر موئل الأمم المتحدة بكونه أحد الشركاء -مثل النقل السريع بالحافلات، وكذلك وسائل النقل غير الآلية مثل التشارك في استخدام الدراجات. ولكي نتمكن حقاً من معالجة تغير المناخ، فلابد وأن يكون هذا الالتزام في كل مدينة مصرية. يجب على المدن في جميع أنحاء العالم أن تنظر إلى الميزانيات بمنظور مناخي، ما هو تأثير المشاريع الضخمة على حالة الطوارئ المناخية لدينا، وهل يمكننا إعادة البناء بشكل أفضل؟!
لذا، وبينما نقف هنا في الأقصر، أعتقد أنه ينبغي لنا أن ننظر إلى الوراء إلى الكيفية التي بنى بها المصريون القدماء هذه المدينة وأن نتعلم منهم. ومثل المدن القديمة في جميع أنحاء العالم، كان النسيج الحضري كثيفًا، وكان مختلطًا الاستخدام، ومضغطًا، وكانت جميع الرحلات تتم على الأقدام وطرق NMT. تسير مصر على طريق طموح للتنمية الاقتصادية، وآمل في السنوات المقبلة أن أرى مدنا مستدامة في قلب ذلك