نص كلمة وزير التنمية المحلية في افتتاح مؤتمر المدن الأفريقية
الكلمة الإفتتاحية للسيد اللواء/ محمود شعراوي وزير التنمية المحلية خلال الجلسة الافتتاحيةلمؤتمر "المدن الأفريقية قاطرة التنمية المستدامة"
يُسعدني في البداية أن أرحب بدولة معالي رئيس الوزراء السيد الدكتور المهندس / مصطفى مدبولي،
والسيد/ ليوندر نزو -رئيس منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الأفريقية والسادة الوزراء والمحافظين وضيوف المؤتمر .
أنه من دواعي سروري أن أتحدث إلى هذا الحشد من قادة العمل التنموي والمحلي على الصعيد الأفريقي في إطار هذا المؤتمر الهام الذي تقيمه منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الأفريقية... والذى يهتم بقضية التنمية المستدامة بوصفها الإطار العام للتوجهات الأُممية والقارية خلال السنوات القادمة... وذلك تحت مظلة الرؤية التنموية الإفريقية الطموحة المتمثلة في أجندة أفريقيا 2063.
ويأتي هذا الاجتماع خلال عام 2019 الذي تترأس فيه مصر للإتحاد الإفريقي... وتحرص القيادة السياسة والحكومة المصرية على تعزيز التكامل والتعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة تأكيداً لانتماء مصر لمحيطها الأفريقي... وهو الانتماء الذي يتجاوز الأبعاد الجغرافية والتاريخية التقليدية... ويُعد هذا الانتماء مكونًا رئيسيًا من مكونات الهوية المصرية على مر العصور... وهو ما يؤكد على مكانة دول قارة أفريقيا الخاصة في منظومة الحضارة المصرية.
وربما تكون بطولة الأمم الأفريقية... هي الصرح الكروي الرياضي الكبير الذي ستستضيفه مصر خلال أيام قليله... هي نموذج لتضافر وتعاون كافة قطاعات الحكومة المصرية من أجل إنجاح هذا الحدث الهام... ووضع كل إمكانيات ومقومات الدولة المصرية في خدمة هذا الحدث الذي يلقي اهتمام المواطن الإفريقي في كافة ربوع القارة السمراء.
إن القيادة السياسية والحكومة المصرية تولي اهتماما متزايدا للإنفتاح على دول القارة الأفريقية... وتعزيز العلاقات في كل المجالات خلال السنوات الخمس الماضية بشكل عام... وخلال عام 2019 بشكل خاص... وهو ما ظهر بوضوح في تعدد زيارات السيد رئيس الجمهورية لدول القارة واستقبال سيادته للأشقاء زعماء وقادة دولها... واستضافة العديد من المنتديات والمؤتمرات الإفريقية في مجالات التنمية الاقتصادية والتكنولوجيه والشبابية والبيئية ومكافحة الفساد... والتي كان آخرها المنتدي الإفريقي لمكافحة الفساد الذي عقد الأسبوع الماضي في شرم الشيخ.
السيدات والسادة،
منذ مشاركتنا الهامة في القمة الثامنة في نوفمبر الماضي في مدينة مراكش المغربية... تم تعزيز دور مصر في منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الأفريقية من خلال انتخاب محافظة القاهرة لعضوية اللجنة التنفيذية للمنظمة ومحافظتي القاهرة والقليوبية لعضوية المجلس الأفريقي العام... كما عملنا منذ ذلك التاريخ من أجل ترتيب استضافة هذا الحدث الأفريقي الهام الذي يتواكب مع عام الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي... ويتواكب أيضاً مع وجود هذه الكوكبة من الفرق الرياضية الأفريقية وبما يحقق أحد ركائز أجندة مصر الأفريقية من حيث تعزيز العلاقات بين شعوبنا ومدننا في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ويسعدنى فى هذا الإطار وخلال فترة إنعقاد مؤتمرنا هذا إفتتاح مقر إقليم شمال أفريقيا والتي قررت قمة مراكش أن تستضيفه القاهرة حيث يتم افتتاح المقر غداً ( الاربعاء الموافق 19/6/2019) ... ونأمل أن تستفيد أعضاء دول شمال أفريقيا وغيرها من هذا المقر ليصبح منبراً للحوار والمشاركة وتبادل الخبرات بين القيادات المحلية الأفريقية... كما هو أيضاً منبر لمدننا للتعارف والتفاهم وتبادل الخبرات وتقريب وجهات النظر والجمع بين الثقافات والحضارات الأفريقية والتعريف بها بوصفها ركائز أساسية لنمو ونهضة مدننا ودولنا العريقة.
وقد وضعت وزارة التنمية المحلية كافة مواردها وإمكانياتها لدعم منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الأفريقية... وفيما يخص قطاع التدريب، فإن أكاديمية التنمية المحلية بسقارة ستكون أحد مراكز التدريب والتميز على الصعيد القاري... وقد تمت دعوة المسئولين عن أكاديمية السلطات المحلية الأفريقية (ألجا) ALGA التابعة للمنظمة لزيارة الأكاديمية المصرية... حيث تم عقد مباحثات مثمرة سيكون لها أثر كبير في تأسيس مقار ثابتة لأكاديمية السلطات المحلية الأفريقية (ألجا) ALGA في ربوع القارة المختلفة... وفي نفس السياق تتواصل وزارة التنمية المحلية مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية لتدريب الكوادر الأفريقية في مجالات الإدارة المحلية المختلفة.
ولعل اهتمام مصر بالشباب الأفريقي وتأهيله وتدريبه يمثل أحد أهم أركان أجندة مصر لعام رئاستها وهو ما أكده السيد الرئيس خلال منتدى شباب العالم... الذي عقد في نوفمبر الماضي في مدينة السلام بشرم الشيخ بمشاركة أفريقية شبابية واسعة... والذي أعلن فيه منح شباب القارة الفرصة للدراسة بالأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب والتي تقدم أرقى الدراسات المتخصصة في كافة أفرع المعرفة بمدينة القاهرة... بالإضافة إلى اختيار مدينة أسوان لتكون عاصمة للشباب الأفريقي لعام 2019 والتي استضافت بالفعل ملتقى الشباب العربي الأفريقي في شهر مارس الماضي.
السيدات والسادة،
يكتسب عمل منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الأفريقية أهمية خاصة في هذه المرحلة من تاريخ تطور مدننا في أفريقيا وخارجها... وتلعب دوراً محورياً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة... وبوصفها الأقرب إلى المواطن بكل طموحاته وآماله... و بما تتيحه من فرص للنمو وما تواجهه من تحديات تتشارك فيها معظم مدننا... كالزيادة السكانية المضطردة والهجرات الداخلية وأعباء التغيرات المناخية المتزايدة وتراجع البنى التحتية... وعدم القدرة على استيعاب المدن للأعداد المتزايدة من السكان وغيرها من النقاط التي سيتم بحثها خلال جلسات المؤتمر... والتي ستستعرض كل هذه التحديات وكيفية مواجهتها وتبادل التجارب والخبرات وكيفية إيجاد حلول وتحويل تلك التحديات إلى فرص.
وختاماً؛
أشكر لكم حضوركم الكريم وأتمنى كل النجاح لأعمال المؤتمر والذي يُعد ثمرة لجهودنا المشتركة مع شركاء التنمية والمؤسسات الدولية... التي ساندت فكرته منذ البداية... ونأمل أن تسفر تلك الشراكة دوماً عن المزيد من المبادرات والنجاحات التي تُضاف لرصيد العمل التنموي في مجال تعزيز الإدارة المحلية.
وفي الختام أتوجه بخالص الشكر والتقدير
لكافة الجهات والدول المشاركة في تنظيم هذا الحدث الهام ...